. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قيل: إن المنامات دلالات، والدلالات منها خفى ومنها حكى (?)، فيما (?) ذكر فيه السبعون أريد به [أنه] (?) الخفى منها، وما ذكر فيه الستة وأربعون أريد به الجلى منها.
قال القاضى: قد قيل فى تنزيل هذه الأحاديث ما تقدم، وقد قيل: إن المراد بها أنها خصلة من خصال النبوة، وخصلة من خصائصها، كما قال فى الحديث الآخر: " القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرين من النبوه " (?)، وقد جاء هذا (?) الحديث بألفاظ مختلفة وزيادات، واختلاف فى الأجزاء. فيحتمل أن حصر هذه الخصال إلى هذا العدد المذكور مراده، ويحتمل أنه مرة يأتى بها على إجمال النوع الواحد منها، كما جعل القصد والتؤدة وحسن السمت فى هذا الحديث جزءاً فيكون أقسامها (?) على عددها على هذا الترتيب، فإذا فصلت آحاد أنواعها انقسمت على أكثر من ذلك وبلغت الخمسين والسبعين، بحسب الالتفات إلى آحادها، وليس فى حديث منها أنه ليس للنبوة خصال وخصائص سوى أحد هذه الأعداد حتى يحمل على التخالف والتناقض، وإنما أخبر أن هذا الشىء واحد من عدد خصائصها وترك تمام العدد، وإحصاء ذلك مرة ومرة قصد تمام عدده وإاحصائه - والله أعلم.
وقد (?) يكون جزءاً من أربعين أو دونها على ما جاء فيمن كان من أهل إسباغ الوضوء فى السبرات والصبر على المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. ومن كان حاله بخلاف ذلك فبحسبها تكون رؤياه من الأربعين إلى السبعين [لاينقص من الأربعين ولا يزاد فى السبعين، وقيل] (?): [قد] (?) يحتمل أن تكون هذه التجزئة من طرق الوحى [و] (?) منه ما سمع من الله دون واسطة، كما قال [{مِن وَرَاءِ حِجَاب} (?) ومنه بواسطة الملك، كما قال] (?): {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} (?)، ومنه ما يلقيه فى القلب كما قال: {وَحْيًا} (?)، ثم منه ما يأتيه به الملك على صورته (?)، ومنه ما يأتيه به على صورة الآدمى، وقد (?) يعرفه كما جاء فى غير حديث (?)، ومنه ما يتلقاه منه وهو لا يعرفه حتى يعرفه آخركحديث: " ردوا على الرجل " (?)، ومنه ما يأتيه به فى منامه بحقيقة كقوله: " الرجل مطبوب "