حَدَّثَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا عَدْوَى "، وَيُحَدِّثُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ ".
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهمَا كِلْتَيْهِمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَمَتَ أَبُو هَرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ قَوْلِهِ: " لا عَدْوَى "، وَأَقَامَ عَلَى: " ألا يُورِدُ مُمْرَضٌ عَلَى مُصِحٍّ ". قَالَ: فَقَالَ الحَارِثُ بْنُ أَبِى ذَبَابٍ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِى هُرَيْرَةَ -: قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَحَدِّثُنَا مَعَ هَذَا الحَدِيثِ حَدِيثًا آخَرَ، قَدْ سَكَتَّ عَنْهُ، كُنْتَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عندها مرض ماوردت عليه فلم ينفه، فإنما نهى أن يورد المرض على المصح؛ لئلا يمرض الصحاح من قبل الله جلت قدرته عند ورود المرضى، فيكون المرضى كالسبب فيها (?).
وقال آخرون: إنما المراد هذا الاحتياط على اعتقاد الناس لئلا يتشاءم بالإبل المبيضة (?) ويعتقد أنها أمرضت إبله، فيأثم فى هذا الاعتقاد (?) وقال آخرون: إنما ذلك التأذى بمشاهدة المرضى، ويقبح صور الجذماء، وتعذيب النفس برؤيتهم، والتأذى بها قد يكون منهم من رائحة تؤذى (?)، وهو المراد بما يوقع فى بعض الأحاديث: " فإنه أذى " (?)، وقال بعض أصحابنا: هذا إن كان مندوحة عن مخالطة من يتأذى به كره للوارد وإلا فلا، وكذا فى أهل الجذام إذا تأذى الناس بمخالطتهم فى البئر، فإن كان لهم مندوحة بماء آخر ينصرفون إليه أمروا أن ينصرفوا إليه، دفعًا للضرر عن هؤلاء، وإن لم يكن لهم مندوحة قيل للآخرين: أوجدوهم العوض وإلا فشاركوهم؛ لأن كل في ذى مال أحق بماله.
وقوله: " لا عدوى ": تفسيره: أن العرب كانت تعتقد أن المرض يعدى وينتقل إلى الصحيح، فأنكر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتقادهم، ونهى عنه (?).
وأما قوله: " ولا صفر ": ففيه قولان: قيل: تأخيرهم المحرم إلى صفر فى النسىء الذى كانوا يفعلونه (?)، وإلى هذا ذهب مالك (?) وأبو عبيدة (?)، وقيل: الصفار: