تُفْرِغَانِهِ فِى أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَىْ أَبِى طَلْحَةَ، إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاثًا، مِنَ النُّعَاسِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[قال القاضى: قيل: وفى حاجة الجيوش إلى مثل هذا - مداواة الجرحى وسقى الماء - تكليف ذوى] (?) الصناعات الخروج فى الجيوش مع المقاتلة، مما جعلهم يضطرون إلى عمله فى غزوهم.
وأما ظهور خدم سوقهن ورؤية الرجال ذلك منهن، فلعله كان عن غير قصد وتعمد، وللضرورة حينئذ للتشمير واستقاء الماء وحمله، ولا يمكن ذلك مع إرخاء الذيل وستر الأرجل، مع الشغل حينئذ بما هم فيه بعضهم عن بعض. وقد قال بعض علمائنا - وهو القاضى أبو عبد الله بن الرابط -: إذا دخل الحرج على النساء فى ستر ما أمرنا ستره من المعصم والصدر والساق رفع عنهن للضرورة. وهذا الحديث يشهد له.
أو يكون هذا قبل أمرهن بالستر، والحديث كان فى يوم أحد، وذلك فى أول الإسلام قبل نزول الحجاب، وقبل الأمر بالستر وإرخاء الذيل، والضرب بالخمر على الجيوب، والنهى عن إبداء الزينة، إلا لمن خصه الله سبحانه ممن ذكر فى كتابه العزيز فى سورة النور. وإنما نزل كثير منها بعد قصة الإفك وفى غزوة المريسيع بعدها سنة ست على قول ابن إسحاق، أو أربع على قول ابن عقبة، أو خمس على قول الواقدى.
وفى حضور النساء أيضًا فى معارك الحرب ومظان القتال، إثارة غيرة الرجال، وحمية الأنوف؛ لصونهن عن النساء.