. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والاها، لأن منها كان مبتدأ (?) الإسلام، وقيل: ما والاها من تهامة، لأن تهامة من أرض اليمن، وهكذا قال سفيان بن عيينة: أراد تهامة، وقيل: قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بتبوك، ومكة والمدينة بينه وبين اليمن فأشار إليها، ويعضد هذا قوله المتقدم فى حديث جابر: " الإيمان فى أهل الحجاز "، وقيل: أراد بهذا القول الأنصار؛ لأنهم يمانيون وهم نصروا الإسلام، وبادروا إليه ودخلوا فيه طوعاً. ويدل عليه قوله: " أتاكم أهل اليمن " ولأن أهل تهامة أكثرهم مضر وربيعة الذين وصفهم النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضد هذا، ووصف هؤلاء الآخرين [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلين القلوب ورقة الأفئدة وهو ضد ما وصف به الآخرين] (?) ربيعة ومضر من قسوة القلوب وغلظها وجفائهم، ثم قال: " الإيمان يمان "، فبيَّن أنه أراد غيرهم، فالحديث يحكم بعضه على بعض، ويبين مُفسَّرُه مشكله، وأن المراد باليمن هنا الأنصار واليمانون النسب الذين استجابوا لله ورسوله [طوعاً] (?) وبداراً، للين قلوبهم، ورقة أفئدتهم، بخلاف أهل [نجد] (?) القاسية قلوبهم عن ذكر الله والإيمان به، كما وصف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطائفتين فى الحديث نفسه.
وإلى نحو ما ذكرناه ذهب الطحاوى وروى فيه حديثاً يفسرّه أنَّ عيينة فضل أهل نجد، فقال له النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كذبت، بل هم أهل اليمن، الإيمان يمان " وهو الذى يغلب على الظن ويحلو فى النفس لشواهد الحال من الفريقين، والله أعلم.