الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرَ أَحَادِيث مِنْهَا. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الله قَالَ لِى: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمِينُ الله مَلآى، لا يَغيضُهَا سَحَّاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُذْ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِى يَمِينِهِ ". قَالَ: " وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ ".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قدرة الله سبحانه على توالى النعم: بسح اليمين، إذ الباذل منّا والمنفق يفعل ذلك بيمينه وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وكلتا يديه يمين " فأشار - عليه السلام - إلى أنهما ليستا بجارحتين (*)؛ إذ اليدان الجارحتان يمينٌ وشمالٌ، ويحتمل أن يريد - عليه السلام - بذلك أن (?) قدرة الله سبحانه على الأشياء على وجه واحدٍ، لا تختلف بالضعف والقوة، [وأن المقدورات تقع بها على نسبةٍ واحدة لا تتفاوت، ولا تختلف فى الضعف والقوة] (?)، كما يختلف ما يفعله الإنسان منا بيمينه وشماله، تعالى اللهُ عن صفات المخلوقين ومشابهة المحدثين.

وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وبيده الأخرى القبض والبسط ": فكأنه أفهم [أنه] (?) تعالى وإن كانت قدرته واحدة فإنه يفعل بها المختلفات، ولما كان ذلك فينا لا يتمكن إلا بيدين، عبّر عن قدرته على التَّصرف فى ذلك بذكر اليدين ليفهمهم المعنى المراد بما اعتادوه من الخطاب، على سبيل المجاز.

قال القاضى: لم يُرو فى هذا الحديث فى كتاب مسلم لفظة " البسطِ " وليس فيه إلا قوله: " القبض، يخفض ويرفع ": كذا لأكثرهم، وعند الفارسى فيما حدثنا عنه الخُشنى والأسدى بطريقهما " الفيض " بالفاء والياء باثنتين [من] (?) تحتها، والأشهر والمعروف الأول، وقد ذكره البخارى (?) فى بعض رواياته على الشك " القبضُ أو الفيض " ومعنى " الفيض " بالفاء إن صحت روايتهُ والله أعلم بالإحسان (?) والعطاء والرزق الوَاسع، وقد يكون بمعنى: " القبض " الذى فى الرواية الأخرى، أى الموت. قال البكراوى: الفيض: الموت.

قال القاضى: قيسٌ يقولون: فاضت نفسه، بالضاد، إذا مات. وطىٌّ تقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015