. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولم يقل بذلك عامة فقهاء الأمصار، وسموه إقعاء (?)، وأجروا الجلوس فيها مجرى الجلوس فى التشهد على اختلافهم فيه وقد تقدم، ووافق الشافعى مالكاً فى كراهة ذلك فى السجدتين (?) وخالفه فى استعمال ذلك عند الرفع من السجدة الثانية للقيام، فرأى الشافعى فى جماعة من أصحاب الحديث (?) أنه يرجع جالساً على قدميه يسيراً ثم ينهض للقيام، قال: وليس ذلك بإقعاء (?). وحجتهم ما جاء فى حديث مالك بن الحويرث أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كان فى وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوى قاعداً (?)، وقال مالك فى كافة الفقهاء سفيان وأحمد وأصحاب الرأى: لا يجلس ولكن ينهض كما هو، وحملوا حديث ابن الحويرث أنه كان مرة من قوله - عليه السلام - ليدل على جواز ذلك أو الشكوى به، قال الداودى: فمن هذا رأى مالك أن لا سجود على من جلس فى وتر الركعات ما لم يطل.
قال القاضى: وحكى غيره من شيوخنا فيها قولين: السجود وتركه، وكل هذا لمن فعله ناسياً، فأما عامداً فلا سجود اتفاقاً، ثم اختلفوا فى الاعتماد على اليدين عند النهوض إلى القيام، فقال مالك وجمهورهم: يعتمد وهو أقرب إلى السكينة، وقال الثورى فى آخرين: لا يعيد إِلا أن يكون شيخاً، وخيَّره مالك مَرَّةً ورأى أن يفعل ما هو أرفق به.
وقوله: " إنا لنراه جَفَاءً بالرجُل فقال ابن عباس: [بل] (?) هى السنة " (?): كذا رويناه فى الأم، الرجل بفتح الراء وضم الجيم، وكذا قيدناه عن شيوخنا وقيدناه فى (?) كتاب أبى داود على الفقيه أبى الوليد هشام بن أحمد عن الغسانى شيخنا عن أبى عمر بن عبد البر: بالرِجْل، بكسر الراء وسكون الجيم، يريد الجارحة وكذا ألفيته أيضاً فى أصل أبى عمر بن عبد البر (?) وبه عارضت، وقال أبو على: كذا كان يقول أبو عمر فيه، ويقول: من قال بِالرَجُلِ فقد صحفه [ولا معنى له] (?)، قال أبو على: ولم أسمعه أنا قط إِلا