الصُّورِي قَالَ لي أَبُو بكر البرقاني سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ بعد قدومه من مصر هَل رَأَيْت فِي طريقك من يفهم شَيْئا من الْعلم فَقَالَ لي مَا رَأَيْت فِي طول طريقي أحدا إِلَّا شَابًّا بِمصْر يُقَال لَهُ عبد الْغَنِيّ كَأَنَّهُ شعلة نَار وَجعل يفخم أمره وَيرْفَع ذكره وَقَالَ الصُّورِي قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ابي يزِيد الْأَزْدِيّ قَالَ لي ابي خرجنَا يَوْمًا مَعَ أبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ من عِنْد أبي جَعْفَر مُسلم الْحُسَيْنِي فلقينا عبد الْغَنِيّ بن سعيد فَسلم على ابي الْحسن ووقفا سَاعَة يتحدثان ثمَّ انْصَرف عبد الْغَنِيّ فَالْتَفت إِلَيْنَا أَبُو الْحسن فَقَالَ يَا اصحابنا مَا التقيت من مرّة مَعَ شابكم هَذَا فَانْصَرَفت عَنهُ إِلَّا بفائدة اَوْ كَمَا قَالَ وَبِه قَالَ الصُّورِي قَالَ لي أَبُو الْفَتْح الْفَتْح مَنْصُور بن عَليّ الطرسوسي وَكَانَ شَيخا صَالحا لما أَرَادَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ الْخُرُوج من عندنَا من مصر خرجنَا مَعَه نودعه فَلَمَّا ودعناه بكينا فَقَالَ لنا تَبْكُونَ فَقُلْنَا نبكي لما فقدناه من علمك وعدمناه من فوائدك فَقَالَ تَقولُونَ هَذَا وعندكم عبد الْغَنِيّ وَفِيه الْخلف أَو كَمَا قَالَ وَبِالْإِسْنَادِ قَالَ أخبرنَا ابْن الطيوري قَالَ حَدثنَا الْحَافِظ ابو عبد الله الصُّورِي قَالَ قَالَ عبد الْغَنِيّ ولدت لليلتين بَقِيَتَا من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي فِي صفر من سنة تسع واربعمائة