وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
قَالَ الشَّيْخ، الإِمَام، الْعَالم، الْفَاضِل، الْكَامِل، المحق، الْمُحَقق، فريد الدَّهْر، وحيد الْعَصْر، جمال الدّين، أَبُو عبد الله (مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك الطَّائِي، الجياني) ، قدس الله روحه، وَنور ضريحه:
الْحَمد لله الَّذِي فضل الْإِنْسَان على كثير مِمَّن خلق تَفْضِيلًا، وأسجل الْإِحْسَان فَلَا يزَال وافرا جزيلا، وَجعل اللِّسَان على ودائع الْقُلُوب دَلِيلا، وكمل الْبَيَان للنطق الْعَرَبِيّ تَفْرِيعا وتأصيلا، وَنزل بِهِ الْقُرْآن تبيانا لكل شىء وتفصيلا، أَحْمَده حمدا يكون بشكر نعمه كَفِيلا، ويبوئ قَائِله فِي منَازِل المقربين مقيلا، وأصلى على نبيه مُحَمَّد أهْدى المهتدين سَبِيلا وأصدق الصَّادِقين قيلا، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله بكرَة وَأَصِيلا. أما بعد:
فَإِن تثليث الْكَلم فن تميل نفوس الأذكياء إِلَيْهِ، ويعذر من قوى حرصه عَلَيْهِ، فَإِن فَوَائده فِي سبل الْأَدَب كَثِيرَة، وإصابة النَّفْع بِهِ غير عسيرة. فَمن فَوَائده: انقياد المتجانسات لطالبيها وامتياز الملتبسات بكشف مَعَانِيهَا.