من القوم: لا أراك تقول لرسول الله ما تقول إلا انتقمت منك. قال: «دعه فإنه طالب حق» ، ثم قال للرجل: «انطلق إلى فلان فليبعنا طعاما إلى أن يأتينا شيء» ، فأبى اليهودي، فقال: لا أبيعه إلا بالرهن، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «اذهب إليه بدرعي أما والله إني لأمين في السماء وأمين في الأرض» (?) . وفي غير البخاري: إنما أخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم الشعير لضيف طرقه ثم فداها أبو بكر رضي الله عنه.
في الحديث الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا توله (?) والدة عن ولدها» (?) . ويروى عنه عليه السلام أنه قال: «من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة» (?) . وفي المدونة عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم عليه السبي صفّهم وقام ينظر إليهم، فإذا رأى امرأة تبكي قال لها: «ما يبكيك؟» فتقول: بيع ابني، بيعت ابنتي. فيأمرهم فيرد إليها (?) .
وعن جعفر بن محمد عن أبيه: أن أبا أسيد الأنصاري قدم بسبي من البحرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام ينظر إليهم وقد صفّهم فإذا امرأة تبكي فقال: «ما يبكيك؟» فقالت: بيع ابني في بني عبس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أسيد: «لتركبن فتلحق به» ، فركب أبو أسيد فجاء به (?) .
وعن يونس بن عبد الرحمن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب على سرية فأصابوا شيئا فأصابتهم حاجة ومخمصة فأبتاع أباعير بوصيفة ولها أم، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره فقال له: «أفرّقت بينها وبين أمها يا علي؟» فاعتذر فلم يزل يردد عليه حتى قال: أنا أرجع فأستردها بما عزّ وهان قبل أن يمس رأسي ماء (?) .