قَالَ ابْن تَيْمِية على الْوَجْه الَّذِي يسْتَحقّهُ سُبْحَانَهُ من الصِّفَات اللأئقة بِهِ
قَالَ فَإِن قَالَ قَائِل لَو كَانَ الله فَوق الْعَرْش للَزِمَ إِمَّا أَن يكون أكبر من الْعَرْش أَو أَصْغَر أَو مُسَاوِيا وَذَلِكَ كُله محَال وَنَحْو ذَلِك من الْكَلَام فَهَذَا لم يفهم من كَون الله على الْعَرْش إِلَّا مَا يثبت للأجسام وَهَذَا اللَّازِم تَابع لهَذَا الْمَفْهُوم
أما اسْتِوَاء يَلِيق بِجلَال الله وَيخْتَص بِهِ فَلَا يلْزمه شَيْء من اللوازم الْبَاطِلَة الَّتِي يجب نَفيهَا كَمَا يلْزم سَائِر الْأَجْسَام
وَصَارَ هَذَا مثل قَول الْقَائِل إِذا كَانَ للْعَالم صانع فإمَّا أَن يكون جوهرا أَو عرضا وَكِلَاهُمَا محَال إِذْ لَا يعقل مَوْجُود إِلَّا كَذَلِك وَقَوله إِذا كَانَ مستويا على الْعَرْش فَهُوَ مماثل لِاسْتِوَاء الْإِنْسَان على السرير والفلك إِذْ لَا يعلم اسْتِوَاء إِلَّا هَكَذَا لِأَن هَذَا الْقَائِل لم يفهم إِلَّا إِثْبَات اسْتِوَاء هُوَ من خَصَائِص المخلوقين
قَالَ وَالْقَوْل الْفَاصِل هُوَ مَا عَلَيْهِ الْأمة الْوسط من أَن الله مستو على عَرْشه اسْتِوَاء يَلِيق بجلاله فَكَمَا أَنه مَوْصُوف بِالْعلمِ وَالْبَصَر وَالْقُدْرَة وَلَا يثبت لذَلِك خَصَائِص الْأَعْرَاض الَّتِي للمخلوقين فَكَذَلِك سُبْحَانَهُ هُوَ فَوق عَرْشه لَا يثبت لفوقيته خَصَائِص فوقية الْمَخْلُوق على الْمَخْلُوق تَعَالَى الله عَن ذَلِك انْتهى