الدَّار وَلما تخايلوا صُورَة عَظِيمَة على الْعَرْش أخذُوا يتأولون مَا يُنَافِي وجودهَا على الْعَرْش مثل قَوْله وَمن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة فَقَالُوا لَيْسَ المُرَاد بِهِ دنو الذَّات وَإِنَّمَا المُرَاد قرب المنهل والحظ وَقَالُوا فِي قَوْله {إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله فِي ظلل} الْبَقَرَة 210 هُوَ مَحْمُول على ظَاهره فِي مَجِيء الذَّات فهم يحلونه عَاما ويحرمونه عَاما ويسمون الإضافات إِلَى الله تَعَالَى صِفَات فَإِنَّهُ قد أضَاف إِلَيْهِ النفخ وَالروح وأثبتوا خلقه بِالْيَدِ وَقَالُوا هِيَ صفة تولى بهَا خلق آدم دون غَيره وَإِلَّا فَأَي مزية كَانَت تكون لآدَم فشغلهم النّظر فِي فَضِيلَة آدم عَن النّظر إِلَى مَا يَلِيق بِالْحَقِّ فَإِنَّهُ لَا يجوز عَلَيْهِ الْمس وَلَا الْعَمَل بالآلات وَقَالُوا نطلق على الله اسْم الصُّورَة لقَوْله خلق آدم على صورته وَقَالُوا فِي حَدِيث الرَّحِم وَأَنَّهَا تعلّقت بحقو الرحمان الحقو صفة ذَات
قَالَ وَذكروا أَحَادِيث لَو رويت فِي نقض الْوضُوء مَا قبلت وعمومها وَضعته الْمَلَاحِدَة كَمَا يرْوى عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ خلق الله الْمَلَائِكَة من نور الذراعين والصدر فَقَالُوا نثبت هَذَا على ظَاهره ثمَّ أرضوا الْعَوام بقَوْلهمْ وَلَا نثبت جوارح فكأنهم يَقُولُونَ قَائِم مَا هُوَ قَائِم وَاخْتلف قَوْلهم هَل يُطلق على الله عز