بصفاته وأفعاله بفهم مَا يجوز التفكر وَالنَّظَر فِي أَمر المخلوقين وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون الله مَوْصُوفا بالنزول كل لَيْلَة إِذا مضى ثلثهَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا كَمَا شَاءَ وَلَا يسْأَل كَيفَ نُزُوله لِأَن الْخَالِق يصنع مَا شَاءَ كَمَا شَاءَ انْتهى كَلَام الطوفي

وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين من الشَّافِعِيَّة وَالَّذِي شرح الله صَدْرِي فِي حَال الْمُتَكَلِّمين الَّذين أولُوا الإستواء بالإستيلاء وَالنُّزُول بنزول الْأَمر وَالْيَدَيْنِ بالنعمتين والقدرتين أَنهم مَا فَهموا فِي صِفَات الرب إِلَّا مَا يَلِيق بالمخلوقين فَمَا فَهموا عَن الله تَعَالَى اسْتِوَاء يَلِيق بِهِ وَلَا نزولا يَلِيق بِهِ وَلَا يدين تلِيق بعظمته بِلَا تكييف وَلَا تَشْبِيه فَلذَلِك حرفوا الْكَلم عَن موَاضعه وعطلوا مَا وصف الله بِهِ نَفسه أَو وَصفه بِهِ رَسُوله قَالَ وَلَا ريب أَنا نَحن وهم متفقون على إِثْبَات صفة الْحَيَاة والسمع وَالْبَصَر وَالْعلم وَالْقُدْرَة والإرادة وَالْكَلَام لله تَعَالَى وَنحن قطعا لَا نعقل من الْحَيَاة والسمع وَالْبَصَر وَالْعلم إِلَّا أعراضا تقوم بجوارحنا فَكَمَا يَقُولُونَ حَيَاته تَعَالَى وَعلمه وسَمعه وبصره لَيست بأعراض بل هِيَ صِفَات كَمَا تلِيق بِهِ لَا كَمَا تلِيق بِنَا فَمثل ذَلِك بِعَيْنِه فوقيته واستواؤه ونزوله وَنَحْو ذَلِك فَكل ذَلِك ثَابت مَعْلُوم غير مكيف بحركة أَو انْتِقَال يَلِيق بالمخلوق بل كَمَا يَلِيق بعظمته وجلاله فَإِن صِفَاته مَعْلُومَة من حَيْثُ الْجُمْلَة والثبوت غير معقولة من حَيْثُ التكييف والتحديد وَلَا فرق بَين الإستواء وَالنُّزُول والسمع وَالْبَصَر الْكل ورد فِي النَّص فَإِن قَالُوا فِي الإستواء وَالنُّزُول شبهتم فَنَقُول لَهُم فِي السّمع وَالْبَصَر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015