قلت وَرُبمَا يرد هَذَا التَّأْوِيل حَدِيث حَتَّى يضع الله رجله وَحَدِيث فَيَضَع الرب قدمه فَيكون تَعَالَى هُوَ المُرَاد بالجبار فِي الحَدِيث الآخر لَكِن الْخلف خُصُوصا الْمُتَكَلِّمين تَجِد عِنْدهم التَّأْوِيل فِي مثل هَذَا بالمجازفة وَلَا يراعون أَلْفَاظ الحَدِيث إِمَّا لعدم معرفَة أَلْفَاظ طرقه كلهَا أَو لمسارعتهم للباب بِلَا تَأمل وَلَا ريب أَن السّلف قد تصوروا فِي نُفُوسهم مثل هَذِه الْأَجْوِبَة فرأوها متناقضة متهافتة فَسَكَتُوا عَنْهَا وَلم يتفوهوا بهَا لعلمهم بفسادها وفوضوا الْعلم فِيهَا إِلَى الله تَعَالَى مَعَ أَنهم أَكثر علما منا بِيَقِين
وَقَالَ الْخطابِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَيجوز أَن تكون هَذَا الْأَسْمَاء أَمْثَالًا يُرَاد بهَا إِثْبَات معَان لَا حَظّ لظَاهِر اللَّفْظ فِيهَا من طَرِيق الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا أُرِيد بِوَضْع الرجل عَلَيْهَا نوع من الزّجر لَهَا وتسكين غيظها كَمَا يَقُول الْقَائِل للشَّيْء يُرِيد محوه وإبطاله جعلته تَحت رجْلي وَوَضَعته تَحت قدمي وخطب عَلَيْهِ السَّلَام عَام الْفَتْح فَقَالَ أَلا إِن كل دم ومأثرة فِي الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ تَحت قدمي هَاتين يُرِيد محو تِلْكَ المآثر وإبطالها وَمَا أَكثر مَا تضرب