يخبرنا إنجيل متى هنا أن العائلة المقدسة خرجت من مصر وعادت إلى فلسطين بعد موت الملك هيرودس ولكنها خشيت الإقامة فى (إقليم اليهودية) لأنها علمت أن هيرودس أرخيلاوس إبن الملك هيرودس هو الذى تولى حكم هذا الإقليم بعد وفاة أبيه.
والوحى أشار عليهم بالإقامة فى إقليم الجليل. ألم يعلم إنجيل متى أن إقليم الجليل كان تحت حكم إبن الملك هيرودس أيضاً وهو هيرودس أنتيباس قاتل يوحنا المعمدان (يحيى بن ذكريا)؟!
هل هذا سهو من إنجيل متى أم من الوحى؟
كاتب إنجيل متى وضع نصب عينيه عند تحرير إنجيله هدفاً, ألا وهو إثبات أن يسوع الناصرى هو المسيح المنتظر وملك اليهود المرتقب.
كونه يهودياً فإن كاتب إنجيل متى يعلم بالشروط الواجب توفرها فى المسيح المنتظر فى المعتقد والمنظور اليهودى, وأولها أن يكون من نسل الملك داود.
لكى يثبت إنجيل متى أن يسوع الناصرى من نسل داود فإنه يقدم سلسلة من النسب تبدأ بالنبى إبراهيم مروراً بالملك داود وإبنه سليمان والملك يكونيا وتنتهى بيوسف النجار زوج السيدة (مريم) أم يسوع!!
إن سلسه النسب المذكورة إذا كانت تثبت نسب يوسف النجار (زوج أم يسوع) لداود فلا جدوى منها ولا صلة لها بنسب يسوع طالما يوسف النجار لا دخل له بإنجاب يسوع وأن الحمل تم من الروح القدس (متى 1: 21).
نسب يسوع الناصرى الذى ليس له أب (بيولوجى) يجب أان يكون منطقياً من خلال أمه مريم.
إنجيل لوقا يخبرنا أن السيدة مريم (نسيبة) اليصابات زوجة زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان وأن اليصابات من بنات هارون بذلك تكون السيدة مريم من نسل هارون أى من سبط لاوى إبن يعقوب وليس من سبط يهوذا وبالتالى لا تنتمى للملك داود.