المبحث الأول عرض ادعاءات المنصرين على القرآن أنه يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح - عليه السلام
يزعم بعض النصارى، والمنصرين أن القرآن يدل على ألوهية عيسى - عليه السلام - ولهم في ذلك حجج واهيةٌ حاولوا التمسك بها ظناً منهم أنها تؤيد ما يعتقدون، والواقع أنهم سعوا لتسويغ اعتقاداتهم من خلال القرآن الكريم وحملوا آيات الله ما لا تحتمل من المعاني بل كذبوا على الله وعلى كتابه، واغمضوا أعينهم عن محكم القرآن وجنحوا إلى ألفاظ زعموا أنها تمكنهم من الوصول إلى مقاصدهم الفاسدة.
وإذا نظر المرء إلى زعمهم هذا في تأييد القرآن لما ادعوه من ألوهية عيسى عليه السلام يجد أن افتراءهم هذا منبثق من جملة ادعاءات من أهمها ثلاثة:
فالادعاء الأول:-
هو: أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على ألوهية المسيح - عليه السلام - لأنها - بزعمهم - تدل على أن الإله ثلاثة أشخاص منهم: المسيح - عليه السلام - فقد كان نصارى نجران "يقولون [عن عيسى عليه السلام] : هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون: هو ثالث ثلاثة ويحتجون بأنه ثالث ثلاثة بقول الله: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا وقضينا فيقولون: لو كان الله واحداً ما قال إلا فعلتُ، وقضيتُ وأمرتُ وخلقتُ ولكنه هو وعيسى