ومعنى: اقترض: أي اقتطع. والمراد أنه نال من أخيه المسلم بالطعن فيه.

وعن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن من أربى الرِّبا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)) (?).

بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أربى الربا إطالة اللسان في عرض المسلم باحتقاره، والترفع عليه, والوقيعة فيه بقذف، أو سب، ونحو ذلك، فإن ذلك أكثر الربا، وأشده تحريماً؛ لأن العرض أعز على النفس من المال.

وقد أدخل - صلى الله عليه وسلم - العرض في جنس المال على سبيل المبالغة، وجعل الربا نوعين:

متعارف: وهو ما يؤخذ من الزيادة على ماله من المديون.

وغير متعارف: وهو استطالة الإنسان في عرض المسلم بغير حقّ، وبيَّن أنّ أشد النوعين تحريماً هو الاستطالة في عرض المسلم بغير حق (?). أما إذا كانت الاستطالة بحق فيجوز لصاحب الحق بشروط وبقيود بيّنها أهل العلم، وسيأتي بيان ما تجوز فيه الغيبة إن شاء الله تعالى.

وفي حديث أبي هريرة عند الحافظ أبي يعلى وغيره قصة ماعز الذي جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلب منه أن يُطهِّره من الزنا، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قالها أربعاً، فلما كان في الخامسة قال: ((زنيتَ))؟ قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015