فالقلب الصحيح: يُؤثِرُ النافعَ الشافي على الضارِّ المؤذي، والقلب المريض بضدِّ ذلك.
وأنفع الأغذية: غذاء الإيمان, وأنفع الأدوية: دواء القرآن، وكلٌّ منهما فيه الغذاء والدواء.
ومن علامات صحته أيضًا أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحلَّ فيها، حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدار غريبًا، يأخذ منها حاجته، ويعود إلى وطنه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعُدَّ نفسك من أهل القبور" (?).
فَحَيَّ عَلىَ جَنَاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا ... مَنَازِلُكَ الأولىَ وَفِيهَا المُخَيَّمُ
وَلكِنَّنَا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تُرَى ... نَعُودُ إلىَ أَوْطَانِنَا وَنُسَلِّمُ؟ (?)
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الدنيا قد ترحّلت مدبرةً، وإن الآخرة قد ترحّلت مقبلةً، ولكلٍ منهما بَنُونَ، فكونوا من أبناء الآخرة،