وكان محمد بن أسلم الطُّوسي -الإمام المتفق على إمامته مع رتبته- أتبع الناس للسنة في زمانه، حتى قال: "ما بلغني سنةٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عملت بها, ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكبًا، فما مُكّنت من ذلك" (?).

فسُئل بعض أهل العلم في زمانه عن السّواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث: "إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم" (?): مَنِ السواد الأعظم؟ فقال: "محمد بن أسلم الطُّوسي هو السواد الأعظم" (?).

وصدق والله؛ فإن العصر إذا كان فيه إمامٌ عارف بالسنة داعٍ إليها، فهو الحجة، وهو الإجماع، وهو السوادُ الأعظم، وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتبع سواها ولَّاه الله ما تولي، وأصلاه جهنّم، وساءت مصيرًا.

والمقصود أن من علامات أمراض القلوب عُدُولهَا عن الأغذية النافعة الموافقة لها إلى الأغذية الضارة، وعُدُولهَا عن دوائها النافع إلى دائها الضار، فهنا أربعة أمور: غذاء نافع، ودواء شافٍ، وغذاء ضارٌّ، وداءٌ (?) مهلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015