مطبوعا. قال ابن أبي العباس فيه: كبير مالقة المعظّم في النفوس قدرا، واللاّئح في سماء الأدباء بدرا، والمستوجب في المحافل عند المذاكرة حمدا وشكرا.
ومن شعره في محبرة آبنوس: [كامل]
وكنانة من آبنوس نبلها ... قصب تراش بأنمل الكتّاب
قد غشّيت طوق اللّجين كأنّها ... ثلج سقيط فوق متن غراب
سبط أفاعيها تصيب بسهمها ... وتكون ترياقا من الأوصاب
ولم أقف له على شعر سوى هذا رحمه الله (?).
ومنهم:
من أهل شريش. اجتاز على مالقة وأقام بها، ثم انصرف عنها. وكان رحمه الله من الأدباء النبهاء. وقرأ من علم أصول الدّين وأصول الفقه. وكان شاعرا مطبوعا.
حدثني خالي رحمة الله عليه قال: حدثني أبو موسى الذّجي قال: سمعت يوما شعر الخفاجي، فرأيت فيه بيتا في صفة فرس، وهو (?):
سبكته يد الطّبيعة نارا ... فأسالت لجينه ونضاره
قال الذّجّي: فاستحسنته، وكرّرته في خاطري، وكنت ذلك الوقت انظر شيئا من علم أصول الدّين. فنمت تلك الليلة، فرأيت رجلا كنت أعتقد أنه أحد الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم. ثم كان يقوى وهمي على أنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكنت أقصده، وأبادر للسلام عليه، فيعرض عنّي، وكنت أخاف من ذلك، وأعرض له وألاطفه بالكلام، فيقول لي: كيف تنشد: «سبكته يد الطّبيعة»، هذا،