يكنى أبا الحسن. هو الأديب أبو الحسن بن خروف، أصله من قرطبة. ورد علينا مالقة وأقام بها مدة. وكان رحمه الله عارفا بصناعة الأدب محقّقا فيها حافظا للغات والآداب، يتصرف في فنون شتى من العلوم مع الشعر الرائق والأدب الفائق.
نقلت من خطّ الأديب أبي عمرو بن سالم، قال: أنشدني أبو الحسن بن خروف لنفسه في صفة سندي هذه الأبيات (?): [كامل]
ومنوّع الحركات يلعب بالنّهى ... لبس المحاسن عند خلع لباسه
متأوّد كالغصن فوق كثيبه ... متلاعب كالظّبي عند كناسه
بالعقل يلعب مقبلا أو مدبرا ... كالدّهر يلعب كيف شاء بناسه
ويضمّ للقدمين منه رأسه ... كالسّيف ضمّ ذبابه لرئاسه
قلت: وهذه الأبيات نسبها ابن أبي العباس في كتابه لعبادة. والصحيح أنها لابن خروف، لأنّه لم يكن ممن ينتحل شعر غيره وينسبه لنفسه، والله أعلم. قال الأديب أبو عمرو بن سالم: أنشدنا الأستاذ أبو الحسن بن خروف، قال: كتبت إلى القاضي ابن الصّفّار في ليلة عيد (?): [مجتث]
يا من حوى كلّ مجد ... بجدّه وبجدّه
أتاك نجل خروف ... فامنن عليه بجدّه
وله (?):
أقاضي المسلمين حكمت حكما ... غدا وجه الزّمان به عبوسا
سجنت على دراهم ذا جمال ... ولم تسجنه إذ قتل النّفوسا
وله في مدينة باغة: [طويل]