أبي محمد رحمه الله في العاشر لربيع الآخر سنة ست وعشرين وستمائة. وحدثني أيضا سماعا عليه وشبّك أصابعه بأصابعي (?) وقال: حدثني الشيخ المقرئ أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الفريشي، وشبك أصابعه بأصابعي بمسجده مسجد أم هاشم بقرطبة، وقال: شبكت أصابعي بأصابع الفقيه المحدث الزاهد أبي بكر محمد بن علي بن محمد العربي الطائي ثم الحاتمي بالحرم المكي الشريف، وقال لي:
شبكت أصابعي بأصابع أبي الحسن علي بن محمد المقرئ الحائك الباهاري، وشبك الحائك بأصابع الخطيب الفاضل الزاهد الورع أبي الحسن علي الباغوزاوي خطيب باهار، وقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي: يا علي شابكني، فإنّ من شابكني دخل الجنة، ومن شابك من شابكني دخل الجنة، ومن شابك (من شابك) (?) من شابكني دخل الجنة، وعدّ إلى سبعة. قال علي: فشبكت أصابعي بأصابعه صلّى الله عليه وسلم. واستيقظت.
وكان عنده رحمه الله من غرائب الأحاديث وطرفها كثير. توفي رحمه الله بحصن بلش في شعبان عام ثلاثين وستمائة.
ومنهم:
هو الكاتب أبو محمد ابن الكاتب، مشهور الطلب والحسب. من أهل البيوتات الشريفة. قديم الحسب، شريف الأصل. وسيأتي في هذا الكتاب من ذكر سلفه ما يدلّ على جلالته. وكان أبو محمد هذا جليل المقدار، عالي الهمة، مشكور المكانة.
كتب لأمير المؤمنين أبي يعقوب، ثم لابنه المنصور. وكان معظما عندهم، ونال لديهم (الجاه) (?). وكان رحمه الله أديبا شاعرا بليغا وكاتبا مطبوعا. وشهرة مكانته تغني عن الإطالة في ذكره.