اعلام مالقه (صفحة 105)

أقوى محلّ من شبابك آهل ... فأقمت أندب منه رسما عافيا

مثل العذار هناك نؤي داثر (?) ... واسودّت الخيلان فيه أثافيا

وحدثني الفقيه الأديب أبو عمرو، قال: حدثنا الفقيه الكاتب أبو علي بن كسرى (?)، قال: كنت كثيرا ما أقعد عند الفقيه الأستاذ أبي عبد الله الرصافي رحمه الله على جهة التبرك بأخباره والاقتباس من أنواره، وأنا إذ ذاك في حال الشبيبة، فسنح خاطري بأبيات شعر، فكتبتها في لوح وعرضتها عليه، ولم أذكر له قائلها.

فعرف الأمر وأخذ القلم من يدي وأزال ثوبا كان في يده، وكتب على البديهة: [مجزوء الخفيف]

اجعل العلم أوّلا ... واجعل الشّعر آخرا

فإذا ما فعلت ذا ... كنت لا شكّ شاعرا

قال: فوقعت كلمته في أذني فلازمت القراءة فانتفعت، والحمد لله /.

ووجدت بخط الفقيه الأديب أبي عمرو بن سالم رحمه الله، قال: وجدت بخط شيخنا أبي عمرو بن عبد ربه، قال: أنشدني بعض الأصحاب لأبي عبد الله الرصافي رحمه الله في فتى رفاء من أهل تلمسان يعرف بابن موارة مما ارتجله فيه (?):

[خفيف]

وبنفسي من لا أسمّيه إلاّ ... بعض إلمامة (وبعض) (?) إشاره

هو والظّبي في الجمال سواء ... ما استفاد الغزال منه استعاره

أغيد يمسك الحرير بفيه ... مثل ما يمسك الغزال العراره

ما بقلبي حوته (منه) (?) ضلوعي ... كالرّداء انطوى وفيه شراره

داره القلب وهو يحتلّ أخرى ... قدّس الله حيث ما حلّ داره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015