وأجز لهم ألفاظا وأصحهم معاني لا يظهر فيه هجنة التكلف ولا يتخلله فيهقة التعسف، وقال صلى الله عليه وسلم: «أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون» ؛ وقال: «إياك والتشادق» ، ولما نزل عليه قوله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (?) بنى مسجد قباء، فحضر عبد الله بن رواحة فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفلح من بنى المساجد، قال نعم يا ابن رواحة، قال ولم يبت لله إلا ساجد، قال: «يا ابن رواحة كف عن السجع فما أعطي عبد شيئا شر من طلاقة في لسانه» .
فمن كلامه الذي لا يشاكل في إيجازه قوله صلى الله عليه وسلم: «الناس بزمانهم أشبه» ، وقوله: «ما هلك امرؤ عرف قدره» ، وقوله: «لو تكاشفتم ما تدافنتم» . وقوله «السعيد من وعظ بغيره» ، وقوله: «حبك للشيء يعمي ويصم» ، وقوله: «العقل ألوف مألوف» ، وقوله: «العدة عطية» ، وقوله: «اللهم إني أعوذ بك من طمع يهدي إلى طبع» ، وقوله: «أفضل الصدقة جهد المقل» ، وقوله: «اليد العليا خير من السفلى» ، وقوله: «ترك الشر صدقة» ، وقوله: «الخير كثير وقليل فاعله» ، وقوله: «الناس كمعادن الذهب» ، وقوله: «نزلت المعونة على قدر المؤنة» ، وقوله: «إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من نفسه» ، وقوله: «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» ، وقوله: «المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم» ، وقوله:
«الدنيا سجن المؤمن وبلاؤه وجنة الكافر ورخاؤه» .
ومن كلامه الذي لا يشاكل في فصاحته قوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والمشاورة فإنها تميت الغرة وتحيي الفرة» ، وقوله: «لا تزال أمتي بخير ما ملم تر الأمانة مغنما والصدقة مغرما» ، وقوله: «رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم» ، وقوله: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ونفس لا تشبع وقلب