وهذا قول مجاهد.
وفي الجسد الذي ألقي على كرسيه قولان:
أحدهما: أن الشيطان الذي ألقى خاتم سليمان في البحر جلس على كرسي سليمان متشبها بصورته يقضي بغير الحق ويأمر بغير الصواب.
والثاني: أكثر من غشي جواريه طلبا للولد فولد له نصف إنسان فكان هو الجسد الملقى على كرسيه وزال عن سليمان ملكه فخرج هاربا إلى ساحل البحر يتضيف الناس ويحمل سموك (?) الصيادين بالأجر، وإذا أخبر الناس أنه سليمان كذبوه، إلى أن أخذ حوتة من صياد قيل أنه استطعمها وقيل بل أخذها أجرا، فلما شق بطنها وجد خاتمه في جوفها وذلك بعد أربعين يوما من زوال ملكه عنه، وهي عدة الأيام التي عبد فيها الصنم في داره، فسجد الناس له حين عاد الخاتم إليه.
وقال يحيى بن أبي عمر: وجد خاتمه بعسقلان فمشى فيها إلى بيت المقدس تواضعا لله.
وفي قوله: ثُمَّ أَنابَ (?) تأويلان:
أحدهما: ثم رجع إلى ملكه، قاله الضحاك.
والثاني: ثم أناب من ذنبه، قاله قتادة، وبقي في ملكه بعد فتنته عشرين سنة استكمل بها الأربعين، وهي مدة الأيام الأربعين التي زال ملكه فيها.
وأما بلوى الملوك: فإن بختنصر كان ملكه طبق عمارة الأرض حتى ملك الأقاليم السبعة ودانت له ملوك الأمم وأدوا إليه خراج بلادهم فطغى قلبه وشمخ أنفه فداخلته العزة واعتقد أن أمم الخلق قد صاروا عبيدا له وخولا وأن ملوك الأرض دانت بطاعته خوفا ورهبة، فغضب الله تعالى عليه وسلبه عزة سلطانه