والتعديل، ولا إلى النظر في قواعد الأصول وأوضاع الأصوليين، بل قد غنوا (?) عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران:

أحدهما: قال اللَّه [تعالى] (?) كذا، وقال رسوله كذا.

والثاني: معناه كذا وكذا، وهم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، وأحظى الأمة بهما (?) فقواهم متوفرة (?) مجتمعة عليهما، وأما المتأخرون فقواهم (?) متفرقة، وهممهم متشعبة، فالعربية وتوابعها قد أخذت من قوى أذهانهم شعبة، والأصول [وقواعدها قد أخذت منها شعبة] (6)، وعلم الإسناد و [أحوال] (?) الرواة [قد أخذ منها] (6) شعبة، وفكرهم في كلام مصنّفيهم وشيوخهم على اختلافهم وما أرادوا به قد أخذ منها شعبة، إلى غير ذلك من الأمور، فإذا وصلوا إلى النصوص النبوية إنْ كان لهم هممٌ تسافر إليها وصلوا إليها بقلوبٍ وأذهانٍ قد كلَّتْ من السير في غيرها، وأوهن قواها (?) مواصلةُ السرى في سواها، فأدركوا من النصوص ومعانيها بحسب [تلك] (?) القوة، وهذا أمر يحس به الناظر في مسألة إذا استعمل قوى ذهنه في غيرها، ثم صار إليها وَافَاها بذهن كالٍ وقوة ضعيفة (?).

وهذا شأن من استعمل قواه (?) في الأعمال غير المشروعة تَضعُف قوته عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015