فتلك الفتوى التي يفتي بها أحدهم لا تخرج عن ستة وجوه (?):
أحدها: أن يكون سمعها من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
الثاني: أن يكون سمعها ممن سمعها منه.
الثالث: أن يكون فهمها من آية من كتاب اللَّه فهمًا خفي علينا.
الرابع: أن يكون [قد] (?) اتفق عليها ملؤهم، ولم يُنقل إلينا إلا قول المفتي بها وحده.
الخامس: أن يكون لكمال علمه باللغة ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد (?) به عنا، أو لقرائن حالية اقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور (?) فهموها على طول الزمان من رؤية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومشاهدة أفعاله وأحواله وسيرته، وسماع كلامه والعلم بمقاصده وشهود تنزيل الوحي ومشاهدة تأويله بالفعل، فيكون فَهِم ما لا نفهمه نحن (?)، وعلى هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة يجب اتباعها.