وإن (?) اختلفوا بلا دلالة نظرنا إلى الأكثر (?)، فإن تكافؤوا نظرنا أحسن أقاويلهم مخرجًا عندنا (?)، وإن وجدنا للمفتين في زماننا أو قبله إجماعًا في شيء تبعناه (?)، فإذا نزلت نازلة لم نجد فيها واحدة من هذه الأمور فليس إلا اجتهاد الرأي (?)، فهذا كلام الشافعي رحمه اللَّه ورضي عنه بنصه، ونحن نشهد باللَّه أنه لم يرجع عنه، بل كلامه في الجديد مطابق لهذا موافق له كما تقدم ذكر لفظه، و [قد] (?) قال في الجديد في قتل الراهب: إنه القياس [عنده] (?)، ولكن أتركه لقول أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- (?)، فقد أَخَبَرنا أنه ترك القياس الذي هو دليل عنده لقول الصاحب، فكيف يترك موجب الدليل لغير دليل؟ وقال: في الضلع بعيرٌ، قلته تقليدًا لعمر رضي اللَّه عنه (?)، وقال في موضع آخر: قلته تقليدًا لعثمان -رضي اللَّه عنه-، وقال في الفرائض: هذا مذهب تلقيناه عن زيد [بن ثابت] (?). ولا تستوحش من لفظة التقليد في كلامه، وتظن أنها تنفي [كون] قوله حجة (?) بناء على ما تلقيته من اصطلاح المتأخرين أن التقليد قبول قول الغير بغير حجة، فهذا اصطلاح حادث (?)، وقد صرَّح الشافعي في موضع من كلامه بتقليد خبر الواحد فقال: قلت هذا تقليدًا للخبر (?)، وأئمة الإسلام كلهم على قبول قول الصحابي، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015