ذلك شذوذًا فيه وعلة قادحة، وهذا لا يتوجه هاهنا لوجهين:

أحدهما: أنه قد تابعه عليه أبو صالح كاتبُ الليث عنه، روِّيناه [عنه] (?) من حديث أبي بكر القَطِيعي [أحمد بن جعفر بن حمدان قال] (1): ثنا جعفر بن محمد الفِرْيابي (?) حدثني العباس المعروف بأبي فريق [قال] (1): ثنا أبو صالح: حدثني الليث به، فذكره، ورواه أيضًا الدارقطني في "سننه": ثنا أبو بكر الشافعي [قال] (1): ثنا إبراهيم بن الهَيْثم: أخبرنا أبو صالح، فذكره.

الثاني: أن عثمان بن صالح هذا المصري [ثقة] (?) روى عنه البخاري في "صحيحه"، وروى عنه ابن معين وأبو حاتم الرازي، وقال (?): هو شيخ صالح سليم [التأدية] (?)، قيل له: كان يُلَقَّن؟ قال: لا.

ومَنْ (?) كان بهذه المثابة كان ما ينفرد به حجة، وإنما الشاذ (?) ما خالف به الثقات، لا ما انفرد به عنهم، فكيف إذا تابعه مثل أبي صالح وهو كاتب الليث وأكثر الناس حديثًا عنه؟ وهو ثقة أيضًا، وإن كان قد وقع في بعض حديثه غلط، ومِشْرَح بن هاعان (?)، قال فيه ابن معين (?): ثقة، وقال فيه الإمام أحمد (?): هو معروف؛ فثبت أن هذا [الحديث] (?) حديث جيّد وإسناده حسن" (?) انتهى. وقال الشافعي: ليس الشاذ أن ينفرد الثقة عن الناس بحديثٍ، إنما الشاذ أن يخالف ما رواه الثقات (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015