يكنى أبا فارس. ورأيته. وكنت بحضرته وتحت إيالته، وكاد أن يكون كأبيه المنصور بالله وكأخيه-أبا عنان-المتوكل على الله في هديهما وضخامة ملكيهما، لو لم تخترمه المنية.
هو الملك المتحلي بالتقوى، المستمسك في ذلك بالحبل الأقوى. ظهر له في الدين ما بهر به العقول، وخرج عن الحد والمعقول. وسار بسيرة المنصور أبيه، ولم يقصر في ذلك عن مدى المتوكل أخيه. وجد في نجوم الحق وعدل؛ وعن سنن الطاعة ما عدل.
فمن قوله-رحمه الله-؛ زادها [على قول] أبيه؛ قال والده رحمه الله [18/ب]
أرضي الله في سرّي وجهري … وأحمي العرض من دنس ارتياب (?)
وأعطي الوفر من مالي اختيارا … وأضرب بالسّيوف طلى الرّقاب