فهو كل كلام خرجت منه، وأخذت في غيره مما يناسبه ويلابسه، مع أنه دخيل فيما عقد له التصدير. ومنه: قال البحتري أنشدني أبو تمام يهجو عثمان بن إدريس الشامي (?)
وسابح هطل التّعداء هتّان … على الجراء أمين غير خوّان
أظمى الفصوص ولم تظمأ قوائمه … فخلّ عينيك في ظمآن ريّان
فلو تراه مشيحا والحصى فلق … تحت السنابك من مثنى ووحدان
حلفت إن لم تثبّت أن حافره … من صخر تدمر أو من وجه عثمان!
ثم قال: ما هذا الشعر؟ قلت: لا أدري؛ فقال هذا هو الاستطراد.
فقلت: فما معنى ذلك؟ [16/أ] قال: يريك وصف الفرس، وهو يريد هجاء عثمان. فأخذها البحتري فقال: (?)
يهوي كما تهوي العقاب وقد رأت … صيدا وينصبّ انصاب الأجدل
ما إن يعاف قذّى ولو أوردته … يوما خلائق حمدويه الأحول!
وقال بشار بن برد (?)
خليليّ من كعب أعينا أخاكما … على دهره إن الكريم معين
ولا تبخلا بخل ابن قزعة إنّه … مخافة أن يرجى نداه حزين (?)
إذا جئته في حاجة سدّ بابه … فلا تلقه إلا وأنت كمين!