وقول زهير بن أبي سلمى (?):
ليث بعثّر يصطاد الرجال إذا … ما كذّب الليث عن أقرانه صدقا
وقول عبد الله بن الزبير الأسدي (?):
فرد شعورهنّ السّود بيضا … وردّ وجوههنّ البيض سودا
فهو ما في الاصطلاح أن الناظم أو الناثر يضيق على نفسه في التزامه مؤاخاة ألفاظ التسجيع. مثاله قوله تعالى فَأَمَّا اَلْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ، وَأَمَّا اَلسّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (?). وفي قول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضوان الله عليه «لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا». ومنه قول ذي الوزارتين الأمير أبي بكر [14/أ] محمد بن عمار المهري في وصف هبوب نسيم السّحر على الرياض (?):
بحيث اتخذنا الروض جارا تزورنا … هداياه في أيدي الرياح النواسم
يبلغّنا أنفاسه فتردّها … بأعطر أنفاس وأذكى مناسم
فهو أن يقع في أثناء قرائن النثر أو النظم لفظان مسجعان مع مراعاة حدود الأسجاع الأصلية التي يسميها الأكثر الفقر. مثاله قوله تعالى {وَجِئْتُكَ