حيث شابت مفارق اللوز نورا … وتساقطن كاللّجين الصّريح

وبدا منه كلّ ما احمرّ يحكي … شفقا مزّقته أيدي الرّيح

وكأنّ الذي تساقط منه … نقط لحن من دم مسفوح

وإذا ما وصلتم للمصلى … فلتجلّوا مواضع التّسبيح

وبطيفورها فطوفوا لكي ما … تبصروا من ذراه كلّ السطوح

ولتقيموا هناك لمحة طرف … لتردّوا بها ذماء الرّوح

ثم حطّوا رحالكم فوق نهر … كلّ في وصفه لسان المديح

فوق حافاته حدائق خضر … ليس عنها لعاشق من نزوح

وكأنّ الطيور فيها قيان … هتفت بين أعجم وفصيح

وهي تدعوكم إلى قبّة الجو. . … ز هلمّوا الى مكان مليح!

فيه ما تشتهون من كلّ نور … مغلق في الكمام أو مفتوح

وغصون تهيج رقصا متى ما … سمعت صوت كل طير صدوح

فأجيبوا دعاءها أيّها الشّر. . . … ب وخلّوا مقال كلّ نصيح

واجنحوا للمجون فهو جدير … وخليق من مثلكم بالجنوح

واخلعوا ثمّ للتّصابي عذارا … إن خلع العذار غير قبيح!!

وإذا شئتم مكانا سواه … هو أجلى من ذلكم في الوضوح

أجمعوا أمركم لنحو خليج … جاء كالصّلّ من قفار فيح!

عطّرت جانبيه كفّ الغوادي … بشذا عرف زهرها الممنوح

[130/أ]

قل لمهيار إن شممت شذاها … -قول مستخبر أخي تجريح-:

أين هذا الشّذا الذكي من القيـ … ـصوم والرّند والغضا والشّيح؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015