فقد طالما جرّبت دهري وأهله ... وخالطت أخلاط الأنام ومارست
فما ظفرت كفّاي منهم بطائل ... خلا أنني استيأست منهم وأيأست
[126/ب]
ويمّمت علياك التي هي ملجأ ... وغاليت في الأمداح فيك ونافست
فقلّدت أجياد القصائد من حلا ... ثنائك تقليدا جميلا وألبست
يكنى أبا عثمان، وأدركته، وصحبته، وامتدحني، وأفدته في الطريقة الأدبية. وهو من فاس، ويعرف ب «شهبون الأديب»، وكان شعره وسطا وأبرع ما كان نظمه في الزّجل؛ ظهر له فيه-بفاس-باع مديد. وقد وافقني على قولي هذا الفقيهان الأديبان المحدّثان: شيخنا الأستاذ النحوي منديل بن محمد بن آجروم، وصاحبنا أحمد بن محمد الدباغ، وشهدا له بالإجادة في الزجل. ومن شهد له هؤلاء: (?) البليغان العالمان فهو مقدم!
هو رئيس الأدباء، ونخبة الألبّاء، إلى إجادة في نظم الزجل أذهبت عنه في الشعر الخجل! وأورثت مضاهيه فيه الوجل. ونجم في التوشيحه، ولم تكن قريحته في نظمها بشحيحه! ونظمه في القريض وسط، وفهمه فيه مرتبط.