التي ضربت في البلاغة بسهم، وحازت من الفصاحة أوفر سهم:
أرّقني بارق نجد إذ سرى … يومض ما بين فرادى وثنى
أهّبتي إذ هبّ منه موهنا … ما سدّ ما بين الثريّا والثّرى
شممت من أرجائه إذ شمته … ريح صبا أطوع من ريح الكبا
فيا له من بارق ذكّرني … من الهوى ما كنت عنه في غنى!
5 أثار شوقا كان مني كامنا … بين ضلوع طالما فيها ثوى
[103/أ]
فكان قلبي المجتوى إذ هاجه … كالزّند إذ أوراه مور فورى
وسحّ سحب مقلتي فما بقي … نوع من الدّمع بها إلا همى
ما كنت أدري قبل أن أنفده … أنّ البكا يمنعني من البكا!
وليلة سبحت في ظلمائها … إذ سحبت فضول أذيال الدّجا
10 ألفت فيها كل ما ألفيته … يوهي القوى إلا التّسلي والكرى
طالت وما أطلّ بازي صبحها … إلا باغيا (?) ما لديها من جوى
قد وقفت نجومها في أفقها … وقفة حيران طويل المشتكى
جبت بها وحدي قفرا سبسبا ... ليس به إلا النّعام والمها
نائي الزّيازي (?) والفلا، داني الصّفا ... خالي الفيافي والذّرى، خافي الصّوى (?)