حنيني إلى تلك المعاهد أنها … معاهد أحبابي تذكرتها حبا

ويتأوه حزنا عليه، ويكثر من تذكار الأوبة إليه. فلولا أن هدر الملوك بنو عمي بوطني دمي، لسرت إليه على راسي لا على قدمي!

على أن مثلي لا تنهنهه الزواجر، ولا تصده عن مطلبه السيوف والخناجر؛ بل يقتحم من مراده الأهوال، ويعمل بقول الشاعر في كل الأحوال:

أزور ولو أن السيوف شواهر … وأدنو ولو أن الجحيم مزارها

إذ كنت من بيت الملك الرفيع السعيد، ومن أحفاد السلطان الرئيس الأمير أبي سعيد. وقصدي في هذا الكتاب عند ذكر الملوك والأمراء والكبراء وغيرهم من سائر الشعراء أن أغضي عما آخذه لهم من القبائح، وأذكر ما امتازوا به من الفضائل والمنائح؛ لأن مثلي لا يليق به إظهار العورات، ولا يحل له تتبع العثرات. غيرة على أعراض الموحدين (?)، [اتباعا للشرع في تحريم الغيبة، وضربا عن الكريبة، وإثباتا لحظوظ النقيبة الرغيبة (?).

تركت مثاليب الرجال لأنني … أفضل أن ألقى بفضلي للناس (?)]

وأرجو بذاك الستر يوم فضيحة … إذا جل خطب في القيامة بالناس

مع أنه ليس في كشف عورات الناس مسرّة. وربما نال ما أثبت (?) ذلك بوسى ومضرة. فما ضره لو اشتغل بذنوبه، وتأسف على ما فرط من حوبه، وستر العيوب وكف الباس، وقال كما قال ابن طاهر عامل آل عباس:

وما السر من قلبي كثاو بحفرة … لأني أرى المدفون ينتظر الحشرا

ولكنني أخفيه حتى كأنه … من الدهر يوما ما أحطت به خبرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015