منه وزعم أبو طاهر القرمطي من الباطنية: أن للحجر الأسود خاصية ترجع إلى ذاته , وأنه مغنطيس بني آدم. ورد القرطبي بقول عمر رضي الله عنه: إنك حجر لا تضر ولا تنفع الحديث. وقلع القرامطة الحجر والباب , وأصعدوا رجلا ليقلع الميزاب فتردى على رأسه إلى جهنم وبئس المصير , وأخذوا الباب , وأخذوا أسلاب مكة والحاج , وألقوا القتلى في زمزم وهلك تحت الحجر من مكة إلى الكوفة أربعون رجلا فعلقه لعنه الله على الإسطوانة السابعة من جامع الكوفة إلى الجانب الغربي ظنا منه أن الحج ينتقل إلى الكوفة قال ابن دحية , ثم حمل الحجر إلى هجر سنة سبع عشرة وثلثمائة. وبقى عند القرامطة اثنتين وعشرين سنة إلا شهرا , ثم رد لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلثمائة. وكان محكم التركي بذل لهم في رده خمسي ألف دينار فلم يفعلوا. وقالوا: أخذناه بأمر , ولا نرده إلا بأمر. وقيل: إنهم باعوه من الخليفة المقتدر بثلاثين ألف دينار , ولما أرادوا تسليمه أشهدوا عليهم أنهم تسلموا الحجر الأسود. وقالوا لهم بعد الشهادة: يا من لا عقل لهم من أمن منكم أن هذا هو الحجر الأسود , ولعلنا أحضرنا حجرا أسودا من البرية عوضه , فسكت الناس , إذ كان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث. فقال: