الظلمة والأثمة لا ستشفى به من كل عاهة ولألفاه الله كهيئته يوم خلقه الله , وإنما غيره الله بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة وأنزله ياقوتة من ياقوت الجنة بيضاء وضعه لآدم حيث أنزله في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة , والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها شيء من المعاصي , وليس لها أهل ينجسونها ووضع لها صفا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من جان الأرض , وسكانها يومئذ الجن , وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه , لأنه من الجنة ومن نظر إلى الجنة دخلها فهم على أطراف الحرم حيث أعلامهم اليوم يحدقون به من كل جانب بينه وبين الحرم. وفي مستدرك الحاكم وغيره شواهد تقويه , وروى الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: إن الركن الأسود , والركن اليماني ياقوتتان من الجنة , ولولا ما طمس من نورهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب , وفي رواية غيره ولأبرءا من استلمهما من الخرس والجذام والبرص. وذكر الزبير بن بكار أن أبا قبيس كان يسمى الأمين – لأن الركن كان مودوعا فيه , وأنه نادى إبراهيم عليه السلام حين بلغ بالبناء إلى الركن , فأخبره أن الركن منه , ودله على موضعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015