قَدْرُهُ ويُوَقفُ على كَمَّيته, فإنّه إذا كان كذلك ولم يَكن اعتباره من طَريق المعْنى كام الحُكْم فيه مُعتَبرًا من طريقِ الاسْم كالأصابعِ والأسْنانِ ونحوها من الأعضاءِ والجَوَارح ذَواتِ العَدد في بدن الإنسان وكانَت دِياتُها مُتَساوية وإن اخْتلف جَمالُها ومَنافعُها ومَبلغ أفعالِها فيما أُرصِدَت له من الأُمور ومَعْلُومٌ أن للإبهْام من القُّوة والمنفَعَةِ ماليس للخِنْصَر, ثم جُعِلتْ دِيتُها سَواءً على المعْنى الذي قُلناه.
وكذلك الأَمرُ/ في المواضِع قليلها وكَثيرها سَواءٌ, وقد تأخذ من الرَّأسِ والوَجْه مساحةً أكْثَرَ وأقلَّ وكَذلك الأمر في الجنين, ودِيَته ذَكَرَهُ وأُنثاه سَواء, والعِلَّة في جميع ذَلِك أنَّه لايُضبطُ ولا يُحاطُ به أحاطة حَصْر, ولايُوقَفُ عليه وعَلى دَقَائِق مَعانيه, فحُمل الأَمرُ في ذلك على جُملةِ الاسْم, والله أعلم بالمصالح وأَحصى للمبالغِ في كل مَعْلوم: (أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) (وَأَحْصَى كُلّ شَيْء عَدَدًا).
1207/ 6899 - قال أبو عبدالله: حدَّثنا قُتَيْبة بنُ سعيد قال: حدَّثنا أبو بِشْر -إسماعيل بنُ ابراهيم الأَسديّ- قال: حدَّثنا