يُقال: حضنْتُ الرجل في الأمر, إذا اقتطعتُه دونه وعَزلته عنه. وقولُه: وكنت زورتُ مقالةً, يعني هيأتها وحسَّنتها.
وقولُه: أنا جُذَيْلُها المحكك وعذيقُها المرجَّب, فإن الجُذيل تصغير الجّذْل, وهو عُود ينصب للإبل الجَرْبَى تحتكُّ به من الجَرَب, فأراد أنه (يُستشفَى بِرأيه, كما) تُستشْفَى الإبل بالإِحتكاك بِذلك العُود.
والعُذَيق: تَصْغير العَذْق, والعَذق - بفتح العين - النخلة, وهي إذا كانت كريمة فمالت بَنَوْا لها من جانبها المائل بناء رفيعًا يعمدها لئلا تسقُط/ فذلك التّرجيب.
وقَولُه: منا أمير ومنكم أمير, فإنما قال ذلك لأن أكثر العرب لم تكن تعرف الإمارة, إنما كانت تعرف السيادة, يكون لِكُلِّ قبيلة سيِّد, فلا تُطيعُ إلا سيِّد قومها فَجرى هذا القول منه على العادة المعهودة لهم في ذلك حين لم يعرف أن حكم الإسلام بخلافه, فلما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الخلاقة في قُريش)) أمسك عن ذلك, فأقبلت الجماعة إلى البيعة وبذلوا من أنفُسِهم الطّاعة.