لا يسعه أن يحلف، وأصل الصبر في اللغة الحبس، فاليمين المصبورة ما حبس عليها صاحبها وحكم عليه بها.
وأما ما فيه من باب الاتعاظ والاعتبار، فإن من عجيب أمر الله عز وجل ولطيف حكمته أنه جعل دعاء المظلوم منهم وسيلة له في استدراك ظلامته، وجعل الحرم والأشهر الحرم مظنة لاستجابة دعائه وإعدائه على الظالم فيها وكان ذلك أمرا معلوما عندهم يرهب المظلوم به الظالم ويتوعده عليه، فكان لا يكاد يخلفهم ذلك ولا يخفر بهم وكان وجه الحكمة في ذلك والله أعلم أن يتحاجزوا فيما بينهم ويتمانعوا من الظلم والبغي، إذ لم يكن فيهم إذ ذاك نبي ولا لهم كتاب ولا كانوا يؤمنون / بالبعث والحساب، فلوا تركوا مع ذلك سدى هملا لأكل القوي منهم الضعيف، واهتضم الظالم المظلوم، ولكان عقباه الدمار ولبطلت هذه العواقب التي أظهرها الله آخر الزمان وخروج النبي الأمي من أصلابهم والمؤمنين من ذرياتهم فأقام عمود الحق بهم وثبت أركان الدين بحميد مقامهم، وإلى هذا مرجع قول الله عز وجل: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم}.
وقد جاءت أخبار في هذا الباب كثيرة م ظهور استجابة أدعية