أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتتنزه من أكله، وقد كان رسول الله عليه وسلم لا يأكل من ذبائحهم (التي) كانوا يذبحونها لأصنامهم. فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجد في شيء من الأخبار أنه كان يتنزه منها ولأنه كان لا يرى الذكاة واقعة إلا بفعلهم قبل نزول الوحي عليه وقبل تحريم ذبائح أهل الشرك، فقد كان بين ظهرانيهم مقيما معهم ولم يذكر أنه كان يتميز عنهم إلا في أكل الميتة. وكانت قريش وقبائل من العرب تتنزه في الجاهلية من أكل الميتات ولعله صلى الله عليه وسلم لم يكن يتسع إذ ذاك لأن يذبح لنفسه الشاة ليأكل منها الشلو أو البضعة ولا كان فيما استفاض من أخباره أنه كان يهجر اللحم ولا يأكله، واذا لم يكن بحضرته إلا ذكاة أهل الشرك ولا يجد السبيل إلى غيره، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء، فليس إلا أكل ما يذبحونه لمأكلتهم بعد أن يتنزه من الميتات تنزيها من الله عز وجل لها واختيارا من جهة الطبع لتركها استقذارا (لها) وتقززا منها وبعد أن يتجنب الذبائح لأصنامهم عصمة من الله عز وجل له لئلا يشاركهم في تعظيم الأصنام بها، وقد أنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته زينب أبا العاص بن الربيع / وهو مشرك وقد هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبقيت عند أبي العاص بمكة مدة طويلة إلى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015