صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الله تبارك وتعالى في محكم كتابه أن الشيطان يكيد الأنبياء أشد الكيد، ويعرض لهم بأبلغ ما يكون من العنت، فقال: {وما أرسلنا من قبلك من رسول الله ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي: في قراءته، كيدا له، وتلبيسا على أمته. وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه شريك بن طارق: ما من احد منكم إلا وله شيطان. فقيل: ولك يا رسول الله؟ فقال: (ولي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم).
والسحر من عمل الشيطان، يفعله في الإنسان بنفثه، وهمزه ووسوسته ويتولاه الساحر بتعليمه إياه، ومعونته عليه، فإذا تلقاه عنه استعمله في غيره بالقول، والنفث في العقدة. وللكلال والقول تأثير بين في النفوس والطباع، ولذلك صار الإنسان يحمى ويغضب إذا سمع الكلام المكروه، وربنا حم الإنسان يحمى ويغضب إذا سمع الكلام المكروه، وربما حم الإنسان من غم يصيبه، وبقول يسمعه، وقد مات فيم رويناه من الأخبار قوم بكلام سمعوه، ولقول امتعضوا منه، ولولا أن يطول الكتاب لذكرنا منها أخبارا بأسانيدها، وعزينا إلى أصحابها.