أعواد، أي: من نجر وتسوية وخرط يكون منها منبر، والظاهر من حق الكلام والمستعمل في مثله أن يقال: فليصنع لنا، أو فليجعل لنا، وذلك أن لفظ الفعل جملة تحتها أقسام، وجنس تتفرع منه أنواع، وتمام البيان إنما يقع بتنزيل الكلام منازله، وتسمية كل شيء بخاص اسمه، واللام له من لقبه، وإذا عدل بالكلام عن سننه، لم يستقل بإفادة المراد/ حتى يعان بغيره، من نحو إضمار فيه أو حذف منه، أو تقديم أو تأخير.
والعبارة عما يعالج من الأشياء، ويعتمل، تقع بثلاثة ألفاظ: هي الفعل، والصنع، والجعل، فأجمعها في الفعل، وأوسعها في الاستعمال الجعل، وأخصها في الترتيب الصنع. فنقول فعل فلان خيرا، وجعل شرا، وفعل حسنا، وفعل قبيحا، وهذا على الإبهام والإجمال، وغالب المعنى فيه يرجع إلى الصفات التي تقع تحت الأفعال، من استحسان تصورها، أو استقباح لها، ولفظ الجعل يسترسل على الأعيان والصفات معا، فيقال: جعل فلان لنفسه دارا، وجعل لداره بابا، كما يقول: جعل لنفسه جاها في الناس، وقدرا، ومنزلة عندهم. قال الله تعالى: {وجعل الظلمات والنور}، بمعنى: خلق أعيانها. وقال: {وجعلنا من الماء كل شيء}. كما قال: {ويجعلون لله البنات} بمعنى الصفة، تعالى الله عن ذلك علوا