وعوامّهم , ولذلك يقول عمرو بن كُلثوم:

صَدَدْتِ الكأس عنّا أُمّ عمرو

وكان الكأس مجراها اليمينا

ولأجل ذلك قال عُمر: أعطِ أبا بكر يا رسول الله , خوفا من أن يعطيه الأعرابي , جَريا على العُرف , والعادة في مثله , ويُشبه أن يكون المعنى في ذلك من جهة سُنّة الدين أن اليمين مُفضّلة على الشمال ومُقدّمة عليها , وقد اُمِروا أن يأكلوا بأَيمانهم , وأن يشربوا بها , وأن تكون المُعاطاة بها دون الشمال , وإذا ثبتت لها الفضيلة في نفسها ثبتت للشِّق الذي يليها , وللناحية التي هي أقرب إليها , فاستحقّ الأعرابي التقديم لقُرب الجِوار , وما استُحِق بسبب الجِوار لم يُراعَ فيه الأفضل فالأفضل , كالشُّفعة بصَقْب الدار , إنما يُراعى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015