وقد كان يعلم أنّ المال يَعِزّ , وأنّ الشُّح يغلِب , وأن لا مُلك بعد كِسرى , يُغنَم ماله , وتُحاز خزائنه , فيسَع المسلمين عامة , ويُغني مفاقِرهم , وأشفق أن يبقى آخر الناس لا شيء لهم , فرأى أن يحبس الأرض , وأن لا يُقَسِّمها , كما قد قَسَّم سائر الأموال من النقود والأمتعة , وأن يضع عليها خراجا يدوم نفعها للمسلمين , ويُدِرّ خيرها أبدا , كما فعل ذلك بأرض السّواد , نظرا للمسلمين وشفقة على آخرهم , رضي الله عنه.