وقد ذهب بعضُ أهل العِلم في معنى العَرِيَّة إلى أنّها النّخلات يُعريها الرّجل من حائطه لرجل , ثم يبدو له فيها فيُبطِلها , ويُعطيه مكانها تمرا , فسُمِّي هذا بيعا في التّقدير على المَجاز , وحقيقته الهِبَة عند قائل هذا القول.

قلتُ: وهذا غير صحيح لأنّ الرُّخصة منها جاءت مقرونة بالنّهي في حديث سهل بن أبي حَثْمَة , فلو أنّها استثناء من جملة التحريم في المُزابنة , لم يكن للرخصة معنى , لأنّ للرخصة إنّما تلغي المحظور , والمحظور ههنا المزابنة , فثَبَت أنّ العَرِيّة مستثناة من جملة النّهي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015