وكذلك هذا في الخَرَّاز والصَّباغ إذا كان يَخْرُز , بخيوطه ,
ويصبغ هذا بصِبْغ من عنده على العادة المُعْتادة فيما بَيْن هؤلاء
الصُّناع , وجميعُ ذلك فاسدٌ في القِياس. والأصل في هذا أنّ
النبي , صلى الله عليه وسلم , قد وجَدَهم على هذه العادات أول
زَمَان الشّريعة , فلم يُغَيِّرها , فصارت , الأمور بِمَعزِل عن
موضوع أمْر القياس , فالعَمَل بها ماض , والمُعاملة عليها صحيحة
لِما فيها من الإرفاق الذي لو طُولِبوا فيها بغَيْرِه لَشَقَّ عليهم , ودَخَل
الضَّرَر في أمْوالهم , والله أعلم.