(195) وَفِي حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت: " مَا على الأَرْض من نفس تَمُوت وَلها عِنْد الله [- تبَارك وَتَعَالَى -] خير تحب أَن ترجع إِلَيْكُم إِلَّا الْقَتِيل فِي سَبِيل الله، فَإِنَّهُ يحب أَن يرجع فَيقْتل مرّة أُخْرَى ".
قَالَ رَحمَه الله: قَوْله: " [مَا] من نفس " فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ، و " تَمُوت " فِي مَوضِع جر صفة لنَفس على اللَّفْظ، أَو مَوضِع رفع على الْموضع.
وَقَوله: " وَلها عِنْد الله ": يجوز أَن يكون [الْوَاو] للْحَال، وَصَاحب الْحَال الضَّمِير فِي (تَمُوت) ، وَالْعَامِل فِي الْحَال (تَمُوت) ، وَيجوز أَن تكون الْجُمْلَة صفة لنَفس أَيْضا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَهُوَ خير لكم} .
وَأما (تحب) فَهُوَ فِي مَوضِع خبر (مَا) ، إِمَّا نصبا، على رَأْي أهل الْحجاز، أَو رفعا على اللُّغَة التميمية، وعَلى هَذَا تكون الْجُمْلَة قد تمت. فَيكون قَوْله: " إِلَّا الْقَتِيل " [واردا] بعد تَمام الْكَلَام، فلك أَن ترفعه على الْبَدَل من (نفس) وَأَن تنصبه على أصل [بَاب الِاسْتِثْنَاء] .
وَقَوله: " أَن يرجع فَيقْتل: كِلَاهُمَا مَنْصُوب؛ لِأَن الثَّانِي مَعْطُوف على الأول، [وَرفع] فَيقْتل ضَعِيف.
(196) وَفِي حَدِيثه: " فَيَقُول: لقد أَعْطَانِي الله - عز وَجل - حَتَّى لَو أطعمت أهل