وَالثَّانِي: قَوْله: " أَو دِمَائِهِمْ أَو حللهم "، وَهَذَا الْموضع لَا يَلِيق بِهِ الْوَاو؛ لِأَن كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ تسترها هَذِه الْأَشْيَاء الثَّلَاثَة.
وَالثَّالِث: أَنه أفرد الضَّمِير فِي سَاقهَا وَجمع فِيمَا بعد ذَلِك.
وَالْوَجْه فِيهِ أَن نزل الْمُؤَنَّث منزلَة الْمُذكر على مَا جرت بِهِ الْعَادة فِي صِيَانة الْمُؤَنَّث.
وَأما " أَو " فَيجوز أَن تكون بِمَعْنى الْوَاو، وَيجوز أَن يُرَاد بهَا أَن بَعضهنَّ كَذَا وبعضهن كَذَا وَيُشِير إِلَى التَّفْصِيل.
وَأما إِفْرَاد الضَّمِير فَيرجع إِلَى الْوَاحِدَة أَو إِلَى الْجَمَاعَة وأوقع الْمُفْرد موقع الْجَمَاعَة.
(172) وَفِي حَدِيثه: " إِنِّي تَارِك فِيكُم الثقلَيْن: كتاب الله وعترتي. كتاب الله حبلا ممدودا من السَّمَاء إِلَى الأَرْض، وعترتي أهل بَيْتِي ".
(أ) أما " كتاب الله وعترتي " الْأَوَّلين. فبدلان من الثقلَيْن.
وَأما كتابا الثَّانِي فَهُوَ بدل من كتاب الأول. وَجوز ذَلِك وَحسنه مَا اتَّصل بِهِ من زِيَادَة الْمَعْنى وَهُوَ قَوْله: " حبلا ممدودا " على أَنه حَال أَو مفعول ثَان لتارك.
(ب) وَلَو روى كتاب الله حَبل مَمْدُود جَازَ على أَنه مُسْتَأْنف.
(173) وَفِي حَدِيثه: " قَالَ رجل يَا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : هَذِه الْأَمْرَاض الَّتِي تصيبنا مَا لنا بهَا؟ قَالَ: كَفَّارَات ".
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: فِيهِ وَجْهَان:
أَحدهمَا: هُوَ مُبْتَدأ وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي: لكم بهَا كَفَّارَات.