(122) وَفِي حَدِيث الْحَارِث بن حسان الْبكْرِيّ الذهلي قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " فمرت بِهِ سحابان سود فنودى مِنْهَا " الْمُفْرد يكون وَاحِدًا، وَيكون جمعا، وَيذكر وَيُؤَنث، قَالَ الله تَعَالَى: {حَتَّى إِذا أقلت سحابا ثقالا} . فجَاء بثقال على الْجمع، ثمَّ أعَاد الضَّمِير إِلَيْهِ على لفظ الْمُفْرد الْوَاحِد فِي قَوْله تَعَالَى: {فسقناه إِلَى بلد} . وَقَالَ تَعَالَى: {ألم تَرَ أَن الله يزجي سحابا ثمَّ يؤلف بَينه} . فَبين تَقْتَضِي الْجمع، ثمَّ جعل الضَّمِير مذكرا، فَفِي هَذَا الحَدِيث: ثنى السَّحَاب، فقد اسْتعْمل على الْإِفْرَاد، وَيجوز أَن يكون الْوَاحِد جمعا، ثمَّ ثناه كَمَا قَالُوا: إيلان كَأَنَّهُ قَالَ: " قطيعان من الْإِبِل ". فعلى هَذَا يكون قَوْله: " سود " حملا على الْجمع.
وَقد يُقَال: سَحَابَة، وسحاب مثل تَمْرَة، وتمر؛ فَيكون جِنْسا، فَتكون الْجمع على مَعْنَاهُ.
حذف الْمُبْتَدَأ
(123) وَفِي حَدِيث ابي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي: (إِذْ مرت بِهِ جَنَازَة فَقَالَ " مستريح ومستراح مِنْهُ ". التَّقْدِير: النَّاس، أَو الْمَوْتَى مستريح، ومستراح مِنْهُ.